أزمة كورونا ... حتمية التحول التربوي

إن حصر مفهوم التعليم في نطاق أسوار المدرسة فقط أمر يحتاج الى إعادة تفكير من ناحية فكرية وتنظيمية وإدارية ومجتمعية وثقافية وغيرها. عندما أتت فكرة التعليم النظامي في سالف العصر، تم تشييد أسوار المدارس على ضوئها، وتم حصر التعليم آنذاك في داخل أروقتها، وتم الاعتماد بشكل عام وكبير على الواجبات المنزلية وعلى التقييم التحريري ذو الورقة والقلم لقياس كمية المعارف التي يتلقاها أو بالأحرى يتلقنها الطلاب من الدراسة في المدارس. وبمرور الزمن، استمر الحال على ما هو عليه واستمر دور المدارس ووظيفتها كما هو مع إدخال بعض التحسينات الشكلية، كتزويد الفصول بالسبورات الذكية عالية المواصفات دون دراية معظم المعلمون بكيفية استخدامها، وكتوفير كمبيوتر دائم العطل داخل كل فصل دون توفير شبكة انترنت، وكإنشاء منصة تعليمية ترفع عليها النسخ الالكترونية من الكتب الدراسية وأوراق العمل المستهلكة دون أدنى جدوى منها. فماذا لو صاحب استحداث السبورة الذكية تدريب للمعلمين، وماذا لو صاحب توفير الكمبيوترات الفصلية تفعيل لدور الدعم الفني، وماذا لو صاحب إنشاء المنصة تجديد وتنقيح للمحتوى ليكون تفاعلياً على الأقل حتى نستطيع...